عجمان في 6 مارس /وام/ اختتم مؤتمر عجمان الدولي السابع للبيئة تحت شعار “مدينة محايدة مناخياً”، الذي أقيم تحت رعاية صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي، عضو المجلس الأعلى حاكم عجمان، فعالياته أمس، حيث أكد خبراء ومختصون خلال جلسات المؤتمر ضرورة الاعتماد على مصادر الطاقة النظيفة، والتحوّل إلى المدن صفرية الانبعاثات لمواجهة الزيادة المستمرة في درجة حرارة الأرض.
و دعا خبراء ومختصون خلال الجلسة التي أقيمت ضمن فعاليات مؤتمر عجمان الدولي السابع للبيئة تحت شعار “مدينة محايدة مناخياً”،لضرورة الاعتماد على مصادر الطاقة النظيفة ، لاسيما الهيدروجين، والابتعاد عن الوقود الأحفوري، وإنتاج الوقود الحيوي من النفايات،باعتبارها إجراءات ضرورية لمواجهة التغير المناخي.
و خلال الجلسة الأولى التي حملت اسم “مستقبل التخفيف من آثار تغير المناخ والتكيف معه”، قال أوفيس سرمد، نائب الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، إن القرارات التي اتخذت في “كوب 28 ” تنعكس علينا حاليا، فالتغير المناخي لم ولن يتوقفوهو يؤثر في كل مناحي الحياة، لاسيما وأن الاحتباس الحراري يحدث في كل بقاع الأرض.
وأكد سرمد أنه لابد من بذل الجهد لوقف التغير المناخي والاحتباس الحراري، بما يشمله من الانبعاثات الكربونية، وابتكار طاقة نظيفة وبنية تحتية مرنة ومستدامة، مصحوبة بوسائل نقل أكثر استدامة.
وقال طاهر دياب، مدير أول الاستراتيجية والتخطيط بالمجلس الأعلى للطاقة في دبي، إننا إذا نظرنا إلى البصمة الكربونية العالمية ورأينا أكبر المساهمين سنرى أمثلة كالصين وأميركا وأوروبا فنتحدث عن ما يقرب من 8.6 ملايين طن، لكن في المقابل نرى الجهد المبذول في دولة الإمارات العربية المتحدة للحد من الانبعاثات خلال السنوات الخمس الماضية، ممثلة في مشاريع الطاقة الشمسية والتنقل الأخضر، مشيراً إلى أن دبي تخطت النسبة التي حددتها بتخفيض الانبعاثات بمقدار 20% لتصل إلى 21%، وتستهدف زيادتها إلى 30% بحلول2030، وصولاً إلى صافي انبعاثات صفرية بحلول 2050.
بدوره، أكد الدكتور فرات الفرج، رئيس برنامج MRES في الإدارة البيئية بجامعة بولتون،أن الجفاف والفيضانات يعتبران من العوامل المؤثرة في التغير المناخي، مشيراً إلى أن الجفاف يرتبط بسوء استهلاك المياه بشكل مفرط من قِبل البشر، ويرتبط بـ3 أمور ذات علاقة بالاستدامة؛ منها الأثر الاجتماعي والبيئي والاقتصادي.
وقال: “علينا أن نفكر بالعلاقة المتداخلة بين الأهداف الإنمائية المستدامة السبعة عشر والتي نصت عليها الأمم المتحدة بما يخدم جهودالتحول نحو الاستدامة”.
أما الدكتور ياسر مكاوي، الأستاذ بقسم الهندسة الكيميائية والبيولوجية بالجامعة الأميركية في الشارقة، فقال إنه يمكن إنتاج الوقود الحيويمن النفايات الصناعية والبلدية، لاسيما وأن هناك العديد من القوانين للحد من إرسال النفايات إلى المكبّات، وبالتالي يجب التخلص منهابشكل مستدام، وهي الأهداف التي تعمل عليها حالياً دولة الإمارات.
ودعا الدكتور عبدالسلام درويش، المحاضر في إدارة الهندسة البيئية بجامعة بولتون في إنجلترا، لضرورة الاعتماد على مصادر الطاقةالجديدة وخاصةً الهيدروجين، والتسريع من استخدامه لأنه يقلل من أزمات ارتفاع الحرارة بصورة مقلقة ومبالغ فيها.
ولفت إلى أنه في عام 2022 ارتفعت حرارة الأرض بمعدل 1.8%، وفي عام 2050 ربما تصل الارتفاعات إلى 2.75% وحتى عام 2100 قدنصل إلى 3.8% تقريباً، منوهاً بضرورة البحث عن مصادر جديدة للطاقة، مشيراً إلى أن الاستثمارات في قطاع الطاقة النظيفة وصلت إلى 50 مليار دولار في عام 2004 لكنها وصلت في 2023 إلى 1.5 تريليون ومن المتوقع أن تصل إلى 1.8 تريليون دولار بنهاية العام الجاري.
وفي الجلسة الثانية بعنوان “تحوّل الطاقة مستقبل التخفيف من آثار تغير المناخ والتكيف معه”، ناقش خبراء التحديات والفرص، والابتكارفي مصادر الطاقة النظيفة والبدائل المناسبة للوقود الأحفوري.
وقال الدكتور فهمان فتح الرحمن، الخبير في منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، إننا وصلنا إلى كوارث التغيرالمناخي والتنوع البيئي بما يؤثر على حياتنا، بعدما دفعت الأفعال الإنسانية ببعض الموارد إلى الحد الأقصى، مؤكداً أن التحول الأخضر هو مفتاح لمجابهة التحديات التي يسببها التغير المناخي.
وذكر أن التحوّل يرتكز على 3 محركات رئيسة هي الحكومات والأعمال والمجتمع المدني، مؤكداً ضرورة أن تتم عملية التحول نحو الانبعاثاتالصفرية والطاقة المتجددة، مع أهمية زيادة تمويل عمليات التحوّل نحو الاقتصاد الأخضر.
بدورها ذكرت المهندسة نوال الهنائي مدير إدارة طاقة المستقبل في وزارة الطاقة والبنية التحتية، أن دولة الإمارات تتجه للتحول في قطاع الطاقة منذ عام 2017 والآن وصلنا إلى مستويات كبيرة من التحول، ونستهدف الوصول إلى صافي صفر انبعاثات بحلول عام 2050،مشيرة إلى أن الدولة أصبحت الأولى من 16 دولة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على صعيد التنافسية في مجال الطاقة، كما تركّزحالياً على الاعتماد بصورة أكبر على الهيدروجين كطاقة بديلة وآمنة.
واستعرض الدكتور أحمد جلال، أستاذ إلكترونيات الطاقة بجامعة الشارقة، عملية التحول في مجال الطاقة عبر الاعتماد على محطاتالتوربينات الكبيرة باستخدام محولات عالية الفولت، وكذلك عملية نقل الطاقة الإلكترونية، لافتاً إلى أن أمامنا نحو 20 إلى 30 عاماً للانتقالمن الطاقة الكربونية إلى الطاقة المتجددة بشكل تام.
وتحدث الدكتور جورج أجييكوم منساه، أستاذ ورئيس قسم البناء والملكية والمساحة في جامعة لندن ساوث بانك، عن أهمية التكنولوجيا لإدارة الطاقة المتجددة، قائلاً: “إن التغير المناخي أتى بكثيرٍ من الجفاف وأصبحت مواجهته شيئاً ضرورياً في حياتنا”، داعياً إلى تقليل الاستهلاكقدر الإمكان لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وفي الجلسة الثالثة بعنوان “تشكيل مستقبل المدن صفرية الانبعاثات”، أكد البروفيسور مانيش كومار، أستاذ مجموعة الاستدامة بكلية الهندسة بجامعة دراسات البترول والطاقة، أهمية الوصول إلى الانبعاثات الصفرية، وأن تلتزم الدول بالحياد الكربوني، مشيراً إلى أهمية وضع خطة متكاملة مع الاتفاق على القوانين الدولية المنظمة، بحيث تكون هناك وسيلة للقياس والمراقبة وفق مدى زمني يبلغ 5 أو 10 سنوات،مع ضرورة فهم نزاهة الحياد الكربوني.
وقال الدكتور كونستانتينوس كليوفولو، مساعد نائب الرئيس للابتكار والتطوير في معهد قبرص، إن منطقتنا زادت حرارتها بنسبة أسرع من المعتاد، فضلاً عن أن هناك مناطق مهددة بارتفاعات كبيرة في درجة الحرارة تصل إلى 7 درجات مئوية خلال 100 عام، مؤكداً أهميةالاعتماد على التكنولوجيا ووضع السياسات المشتركة لمواجهة التغير المناخي.
وأكد البروفيسور أدارش كومار باندي، العميد المشارك ورئيس برنامج دكتوراه الفلسفة في علوم وتكنولوجيا الاستدامة بجامعة “صن واي”،أهمية تقنية النانو في تعزيز صفات التخزين وكيفية تطبيقها في مجال الاستدامة، مشيراً إلى أهمية تطوير تقنيات الاستدامة، والاعتمادعلى الموارد غير المحدودة مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية.
من جانبه، قال البروفيسور بيتر فاريل، أستاذ الهندسة بجامعة بولتون بانجلترا، إن دولة الإمارات اتخذت خطوات فعّالة لخفض الكربون في قطاع البناء، حيث رأينا أفضل الممارسات العالمية وصولاً إلى انبعاثات كربونية صفرية، وهي النتائج التي تحتاج للاستمرارية وإقرارالمبادرات الداعمة للوصول إلى الحياد الكربوني بشكل تام.
بدورها، قدمت الدكتورة رولا مايا، مستشار دولي للإدارة والتخطيط الاستراتيجي وسياسات التنمية المستدامة، عرضاً توضيحياً عن وضع الجيل الجديد للوصول إلى الحياد الكربوني، مشيرة إلى أن الصافي الصفري يعني تقليل الانبعاثات الكربونية إلى أقل مستوى للجيلالقادم حتى نصل إلى الصفر بحلول 2050. ولفتت إلى أن زيادة درجة الحرارة عن 1.5 يعني أن الحياة ستصبح صعبة، مؤكدة أن لديناتحديات كبيرة منها تغيير منهجية العمل وكذلك الاعتماد على المصادر التقليدية للطاقة وإيجاد سبل جديدة للطاقة المتجددة.
وفي الجلسة الرابعة بعنوان “ريادة الأعمال القائمة على الذكاء الاصطناعي من أجل مدينة محايدة مناخياً”، دعا الدكتور ولفرام هاردت،أستاذ هندسة الحاسوب بجامعة كيمنتس للتكنولوجيا، إلى أهمية التحقيق في الخدمات القائمة على الذكاء الاصطناعي لتبني تطبيق واقعي، مشيراً إلى أنه تم تصميم خدمات تطبيقات الذكاء الاصطناعي لتسريع وتطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي، بحيث يضمن استخدام الموارد بطريقة فعّالة من حيث التكلفة؛ الأمر الذي يساهم في الوصول إلى الاستدامة العالمية من خلال تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي المتقدمة.
وعرض الدكتور أحمد صبيحي، نائب رئيس الجامعة الأفروآسيوية والأستاذ بجامعة الأفق بمدينة الشارقة الجامعية، الجهود التي قامت بها إمارة عجمان نحو تحقيق الاستدامة البيئية، فيما تطرّق إلى الجهود الحثيثة التي تقوم بها دولة الإمارات نحو التحوّل لمستقبل أخضر.
وأكد الدكتور مايلز ألين، أستاذ علوم النظم الجيولوجية بجامعة أكسفورد، أن مؤتمر الأطراف “كوب 28″ وضع حجر الأساس ورسم الطريق إلى الأمام، في إطار السعي العالمي للتخفيف من آثار تغير المناخ والتكيف معه للوصول إلى صافي انبعاثات صفرية، بما يتفق وأهداف اتفاقية باريس.
من جانبه، تحدث توماس بروكوب، مدير الحساب الرئيسي لأوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا في ” Palas GmbH”، عن أهمية مراقبةالجسيمات الدقيقة وفائقة الدقة في المناطق الحضرية بهدف الوصول إلى تحسين جودة الهواء في المدن.
وقال الدكتور شادي صالح، المدير المؤسس لمعهد الصحة العالمي، إن الوصول إلى سماء صافية في المستقبل يستدعي الوصول إلى صافي صفر انبعاثات، مشيراً إلى أهمية تسخير بيانات عالية الجودة لرصد البيئة وجودة الهواء.
وفي الجلسة الخامسة تحت عنوان “تسريع العمل المناخي من خلال التكنولوجيا والابتكار والانتقال إلى أنظمة الاقتصاد الدائري المنخفضة الكربون والبنية التحتية للنفايات”، عرضت الدكتورة أحلام خلدون، من كلية الهندسة بالجامعة الأميركية في الشارقة، دراسة بعنوان”قطاعات الجسور الخرسانية المطبوعة ثلاثية الأبعاد والمقواة بالتعزيز الذكي الهجين تحت التحميل الثابت”، موضحة أن الطباعة الخرسانية ثلاثية الأبعاد (3DCP) تمتلك إمكانات كبيرة لإحداث ثورة في صناعة البناء والتشييد من خلال تعزيز الإنتاجية وتقليل التأثير البيئي منخلال الإنتاج الفعال للهياكل المحسنة.
وتحدث الدكتور سهيل الغفلي، الأستاذ المساعد في الهندسة البيئية بجامعة زايد، عن فحص المبادرات الخضراء في العمل الجامعي، مبرزاًأهمية دور الشباب في عملية الاستدامة
أما الدكتور رامي عيسى الزروق، الأستاذ المشارك في هندسة الجيوماتكس بقسم الهندسة المدنية والبيئية بجامعة الشارقة، فتحدث عن ضرورة وضع إطار مكاني وزماني للتخطيط المستدام للمباني على أساس انبعاثات الكربون على مستوى المدينة.