عمار النعيمي يفتتح الدورة الخامسة من مؤتمر عجمان الدولي للبيئة

تحت رعاية صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي عضو المجلس الأعلى حاكم عجمان افتتح سمو الشيخ عمار بن حميد النعيمي ولي عهد عجمان رئيس المجلس التنفيذي فعاليات الدورة الخامسة من مؤتمر عجمان الدولي للبيئة الذي تنظمه دائرة البلدية والتخطيط تحت شعار التغير المناخي والاستدامة .

ويشارك في المؤتمر – الذي يقام بمركز الشيخ زايد للمؤتمرات والمعارض في جامعة عجمان- العديد من الخبراء والباحثين المختصين في الشأن البيئي من 49 دولة من مختلف أنحاء العالم يقدمون 205 اوراق علمية متخصصة تناقش قضايا وملفات بيئية هامة من أبرزها الحلول العلمية للحد من تأثيرات تغير المناخ في الإمارات والاستدامة في الإسكان الحكومي في الدولة وقضايا بيئية أخرى في عدد من دول الخليج العربي والدول العربية ودول مختلفة في العالم.

كما يسلط المؤتمر – الذي يستمر يومين – الضوء العديد من القضايا من بينها أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة والحد من مخاطر الكوارث والآثار الصحية لتغير المناخ والبصمة الكربونية والمدن الذكية والبنية التحتية الخضراء وتغير المناخ والمنتجات الخضراء والتكيف مع تغير المناخ والتخفيف من آثاره والطاقة المتجددة والكفاءة والإدارة المستدامة للمياه والصرف الصحي وربط التنوع البيولوجي وتغير المناخ والتهديدات للمجتمعات الإيكولوجية وتغير المناخ والبيئة الطبيعية واستعادة النظم الإيكولوجية ونهج الإدارة التكيفي وأفضل الممارسات.

حضر مراسم حفل الافتتاح الشيخ عبدالعزيز بن حميد النعيمي رئيس دائرة التنمة السياحية والشيخ راشد بن حميد النعيمي رئيس دائرة البلدية والتخطيط ومعالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وزير التغير المناخي والبيئة وعدد من أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين لدى الدولة والخبراء المشاركين ورؤساء ومدراء الدوائر الحكومية وكبار المسؤولين.

وقام سمو الشيخ عمار بن حميد النعيمي بجولة تفقدية في أرجاء واجنحة المعرض المصاحب للمؤتمر اطلع خلالها على على العديد من المبادرات والمعدات التي تهتم بالبيئة المحافظة عليها والمشاريع والمعدات الخاصة بالبيئة والمناخ والمنتجات التي من شأنها المحافظة عليها واستمع الى شرح واف من أصحاب هذه الأجنحة ودورها واستخداماتها المختلفة في مجال المحافظة على البيئة والتغير المناخي.

وأعرب سموه عن سعادته لمساعي إمارة عجمان وتقدمها مدن العالم بمعدلات ممتازة لنقاء الهواء وكذلك مناحي الأوضاع البئيية فيها وأن إمارة عجمان تعطي القضايا البيئية الاولوية القصوى للوصول لبيئة نظيفة من خلال تكثف الجهود مع الإمارات الاخرى للوصول للهدف الاتحادي بأن تكون الإمارات ذات وضع بئيي متقدم بين دول العالم.

وأشاد سموه بمنجزات دولة الامارات في المجال البيئي ودائرة البلدية والتخطيط في عجمان البيئية وعرضها للمشاريع البيئية المختلفة الخاصة بالشأن البيئي وإطلاق المبادرات وتنظيمها للعديد من الفعاليات الخاصة بذلك وثمن الجهود المبذولة للقائمين في وضع إمارة عجمان على الخارطة البيئية العالمية من خلالها عقدها شراكات مستدامة مع مراكز إشعاع علمية بيئية في مختلف مناطق العالم .. معربا عن سعادته وفخره واعتزازه بما تقوم به الدوائر المحلية والشركات الخاصة من جهود لحماية البيئة والحفاظ على الموارد الطبيعية وإعجابه بما تابعه من مشاهدات لمنجزاتها البيئية .

وثمن سموه مستوى التجهيزات والجهود الحثيثة لتنظيم هذا الحدث الذي يعكس الاهتمام بترجمة استراتيجية الحكومة وتطلعاتها في تطبيق مسارات الاقتصاد الأخضر من خلال التعاون مع القطاع الخاص والشركات المحلية البيئية بالإمارة مقدرا وشاكرا للمنظمين ما يقدمون به لجذب العالم إلى الإمارة واستقطاب المستثمرين لها للسكن والعمل لميزاتها البيئية الجاذبة.

وأكد سمو ولي عهد عجمان التزام إمارة عجمان بتطوير وتطبيق الحلول المبتكرة لحماية البيئة وضمان استدامة الموارد الطبيعية عبر توظيف واستخدام التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي وتشجيع تنوع النظم الأيديولوجية وترشيد استهلاك الطاقة وتشجيع استخدام المصادر البديلة والمتجددة للطاقة والمياه وصولاً لاقتصاد يأخذ بالاعتبارات البيئية وتحقيق الأمن البيئي.

وقال سموه نحن حريصون في إمارة عجمان على الحفاظ على البيئة خالية من التلوث وهناك جهود مبذولة من قبل الجميع في هذا الشأن ومتابعة لتطوير التقنيات المستخدمة في حماية البيئة ونشر قوانين وتشريعات تحث على زيادة المسطحات الخضراء والحد من التلوث الناجم عن الصناعة والحياة المعاصرة .

وأعرب سمو الشيخ عمار بن حميد النعيمي عن آمله بأن يسجل هذا المؤتمر قصة نجاح جديدة للمنظمين والمشاركين من الخبراء والباحثين بما يخدم إمارة عجمان .

بعد ذلك بدأت فعاليات المؤتمر بالسلام الوطني وآيات من الذكر الحكيم ثم القى معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي كلمة المؤتمر رحب فيها بالجميع في هذه الدورة الجديدة من مؤتمر عجمان الدولي للبيئة التي تعقد تحت شعار التغير المناخي والاستدامة مقدما الشكر والامتنان لصاحب السمو حاكم عجمان على رعايته الكريمة لهذا المؤتمر ولدعم سموه المستمر لمسيرة العمل البيئي والاستدامة في الدولة.

وأكد معالي ثاني الزيودي أن التغير المناخي يمثل اليوم التحدي الأبرز للاستدامة فهو لا يهدد بإعاقة النمو فقط وإنما أيضا بتقويض ما تحقق من نجاحات سابقة في مختلف المجالات وتشير أحدث التقارير إلى المخاطر العالمية حيث حدد المنتدى الاقتصادي العالمي التغير المناخي كاحد أهم خمسة مخاطر على الصعيد العالمي سواء على مستوى الامكانية أو التأثير خلال العقد القادم.

وأوضح أن التغير المناخي ينطوي على فرص مهمة يمكن استثمارها في بناء مستقبل أكثر استدامة فقد أدى ربط ظاهرة التغير المناخي بالأنشطة البشرية إلى زيادة الوعي بأهمية تعديل ممارساتنا وأنماط انتاجنا واستهلاكنا للموارد بما في ذلك إعادة النظر في نهج العمل كالمعتاد وشكل في الوقت نفسه قوة دافعة وبالغة التأثير في التحولات المهمة التي شهدها العالم في العقدين الأخيرين بل يمكن القول أن ظاهرة التغير المناخي ساهمت في تطوير نظم وحلول وتقنيات تفوق ما أسهم به أي تحدٍ آخر.

وقال : إن دولة الإمارات كانت سباقة إلى استثمار هذه الفرص فعملت على تبني حزمة من السياسات المتطورة والمتكاملة التي تضمن مزايا تنافسية على المستوى الاقتصادي وفوائد مشتركة على المستويين الاجتماعي والبيئي وفي مقدمتها سياسة تنويع مصادر الطاقة وقمنا في إطارها بتبني خيار الطاقة النظيفة والمتجددة وتعزيز مساهمتها في مزيج الطاقة الوطني لتصل إلى 27% بحلول عام 2021 والى 50% بحلول عام 2050 .

وأضاف معاليه : إن دورنا في دولة الامارات لم يقتصر في هذا المجال على استثمار تلك النظم والتقنيات بل شاركنا وبشكل فعال في تطويرها ونشرها على نطاق واسع مما أسهم في خفض كلفتها بصورة ملحوظة وصلت إلى أكثر من70% مقارنة بما كانت عليه في عام 2010 .

وأكد في كلمته أن دولة الامارات العربية اعتمدت إلى جانب الطاقة النظيفة استراتيجية الإمارات للتنمية الخضراء وأجندتها الخضراء التي تستهدف تحويل اقتصادنا الوطني إلى اقتصاد أخضر منخفض الكربون يستند في تطوره إلى أفضل الممارسات وأحدث التقنيات والحلول المبتكرة التي اعتمدناها في السنوات السابقة كالعمارة الخضراء وتعزيز كفاءة استهلاك الموارد والنقل المستدام والزراعة الذكية مناخيا وغيرها.

وأوضح أن العام الماضي شهد المزيد من التحولات الإيجابية في مجال التغير المناخي تمثل أهمها في إطلاق استراتيجية الإمارات للطاقة والخطة الوطنية للتغير المناخي والبرنامج الوطني للتكيف مع التغير المناخي والتي تمثل في مجملها خريطة طريق وطنية طويلة المدى ونقطة انطلاق مهمة في مسيرتنا نحو مئوية الإمارات كما دشنت دولة الإمارات المزيد من مشاريع الطاقة المتجددة تمثل أهمها في مشروع نور أبوظبي والمرحلة الرابعة من مجمع الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية للذين سيضيفان حوالي 2 جيجاوات من الطاقة المتجددة إلى مزيج الطاقة الوطني إضافة إلى تدشين مشاريع لتحويل النفايات إلى طاقة على نطاق تجاري واسع في كل من دبي والشارقة سيتبعها تدشين مشاريع مماثلة في باقي الإمارات قريبا بعد استكمال الدراسات الفنية والتوسع في الاستفادة من النفايات الصناعية ضمن نهج الاقتصاد الدائري.

ونوه إلى أن كل ذلك تزامن مع إطلاق مجموعة من المشاريع الداعمة كمشروع جرد انبعاث ملوثات الهواء والمنصة الوطنية لجودة الهواء باستخدام الأقمار الصناعية والبرنامج الوطني لقاعدة البيانات الخضراء التفاعلية وخريطة الإمارات الذكية لرأسمال الطبيعي ومبادرة الارتقاء بالأداء البيئي ومشروع الاستراتيجية الوطنية لإدارة المواد الكيميائية وغيرها.

وبين معالي وزير التغير المناخي والبيئة أن الابتكار والتمويل قضيتان أساسيتان حظيتا باهتمام خاص في مباحثات المناخ على المستوى العالمي في السنوات الأخيرة وعلى ضوء هذا الاهتمام قمنا في شهر أكتوبر الماضي بتأسيس ملتقى تبادل الابتكارات بمجال المناخ – كليكس ليعمل كمنصة تجمع بين المستثمرين وأصحاب الأفكار والحلول المبتكرة في مجال المناخ وقد حقق الملتقى في دورته الأولى التي أعلنت نتائجها خلال أسبوع أبوظبي للاستدامة في يناير الماضي نجاحا ممتازا انعكس في حجم المشاركات وتنوعها وفي اعلان مجموعة من المستثمرين استعدادهم لضخ استثمارات تصل إلى 45.5 مليون دولار تستهدف المبادرة جمعها على مدى ثلاث سنوات.

وقال : إن دولة الامارات أطلقت في الشهر الماضي مشروع المناخ الذي يهدف إلى التأثير في حياة 10 ملايين إنسان بحلول عام 2020 عن طريق رفع مستوى الوعي وتعزيز قدرة الأفراد والمجتمعات المحلية على الاستعداد لمواجهة المظاهر المناخية المتطرفة والحد من الخسائر الناجمة عنها وذلك لمواصلة دورها الرائد على الصعيد العالمي في مجال العمل الإنساني ومساعدة الدول النامية على تعزيز قدراتها في مجال المناخ.

وتطرق معاليه الى التحديات التي ينطوي عليها التغير المناخي تخفيفا وتكيفا هي تحديات ضخمة تتسم بالكثير من التشابك والتعقيد ولكنها بالتأكيد قابلة للحل وقد أثبتنا في دولة الإمارات كما في أماكن أخرى من العالم القدرة على مواجهتها والتخفيف من تأثيراتها بل وتحويلها إلى فرص تنموية غير أنه ينبغي القول أن الحلول المنفردة لن تكون ذات جدوى بالنسبة لقضية التغير المناخي ذات التأثير الكوني سواء على المستوى الوطني أو العالمي وبالتالي فإن تكامل السياسات والتدابير عبر كافة القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية على المستوى الوطني وتضافر الجهود العالمية وفقا لقاعدة المسؤولية المشتركة ولكن المتباينة يشكلان الوسيلة المثلى لتعزيز قدراتنا في مجال العمل المناخي وتوظيفها لتحقيق أهداف التنمية المستدامة التي نصبو إليها.

وأعرب في ختام كلمته عن ثقته من أن هذا المؤتمر الذي يناقش طيفا واسعا من القضايا المهمة تحت شعار التغير المناخي والاستدامة سيواصل دوره في تعزيز هذه الجهود والارتقاء بمكانتنا كمنصة عالمية رائدة في مجال الاستدامة بشكل عام والعمل المناخي بشكل خاص.

وفي ختام افتتاح فعاليات المؤتمر تم الاعلان واطلاق جائزة حميد بن راشد للاستدامة .

وكرم سمو ولي عهد عجمان معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي بـ الدرع الفخري لجائزة حميد بن راشد الدولية للاستدامة تقدير لدوره والوزارة في المحافظة على البيئة وطرح العديد من المبادرات بشأن التغير المناخي والعمل على وضع الحلول المناسبة للتحديات المناخية .

وتلقى سمو الشيخ عمار بن حميد درع المؤتمر من الشيخ راشد بن حميد النعيمي رئيس دائرة البلدية والتخطيط باسم المؤتمر والمشاركين فيه على تشريفه وحضوره فعاليات افتتتاح المؤتمر .

وصرح الشيخ راشد بن حميد النعيمي رئيس دائرة البلدية والتخطيط بعجمان رئيس اللجنة العليا للمؤتمر ان رؤية إمارة عجمان البيئية منسجمة مع رؤية الدولة في كافة قضايا الاستدامة والبيئة بل هي تؤكد أن جهد كل إمارة يعزز من تحويلها الى واقع وهذا ما يؤكد حرصنا على قضايا البيئة والاهتمام بالاستدامة بل لدينا شغف بلا حدود بكافة الابحاث الجديدة وأخر ما توصل اليه العلم بهذا المجال .. وبين إنجازات الامارة وأهمية هذا المؤتمر وما سوف ينتج عنه من مخرجات وتوصيات .

وقد أطلقت دائرة البلدية والتخطيط في عجمان خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر البيئي الدولي جائزة حميد بن راشد الدولية للاستدامة في إطار إعلان حدث عجمان بحضور حشد كبير من المشاركين في فعاليات المؤتمر وهو ما حظي بإشادة واسعة وتجاوب لافت من قبل الباحثين والمسؤولين والخبراء البيئيين من الحضور.

وكشفت دائرة البلدية والتخطيط بعجمان بالتعاون مع كبرى الشركات الإستشارية بمجال البيئة وضمن إعلان جائزة عجمان بأن إمارة عجمان ذات جودة هواء عالية ومدينة صحية من النواحي البيئية وأن الدائرة ستكمل التعاون مع الإستشاريين لهذه الدراسات للوصول إلى أهدافها للإعلان عن عجمان مدينة صحية حسب متطلبات ومعايير منظمة الصحة العالمية وأوضح المهندس خالد معين الحوسني المدير التنفيذي لقطاع الصحة العامة والبيئة بدائرة البلدية والتخطيط في عجمان رئيس اللجنة التنظيمية للمؤتمر أن الجائزة الجديدة تهدف إلى تشجيع الأبحاث التطبيقية الجديدة في مجال الاستدامة وتحفيز المؤسسات التعليمية والأشخاص على الإبداع والابتكار في مجالات الاستدامة والتكنولوجيا الخضراء وتكريم الشخصيات التي تسهم في حماية البيئة والموارد الطبيعية والإبداع في التكنولوجيا الخضراء وتطبيق مفهوم الاستدامة ونشر الوعي البيئي وثقافة التنمية المستدامةعبر المشاركة والاطلاع وتشجيع المؤسسات والمنشآت على تبني أفضل الممارسات الخضراء التي تهدف إلى الحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية بجانب تحقيق مفهوم التنمية المستدامة.

وأشار الحوسني إلى أن الجائزة التي أعلن عنها خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر البيئي تنقسم إلى 3 فئات متنوعة تقود إلى تعزيز الاستدامة في الحقل البيئي الحيوي وحماية البيئة والمحافظة على مواردها الطيعي وهي جائزة أفضل البحوث الخاصة ب المدن المستدامة والفئة الثانية خاصة لالشخصيات البيئية ذات الأثر في الابتكار وتطوير التكنولوجيا الصديقة للبيئة ودعم مفهوم الاستدامة والثالثة لأفضل مؤسسة أو منشأة حكومية وأفضل مؤسسة أو منشآت خاصة، تتبنى أفضل الممارسات الخضراء وتساهم في حماية الموارد الطبيعية والحفاظ على البيئة وتحقيق التنمية المستدامة.

ويركز المؤتمر اهتماماته على التحديات المناخية في ظل اهتمام المؤسسات والدوائر الحكومية المختصة في الإمارات بهذا الملف البيئي الحيوي وإنجازها خطط عمل تتصل بتغير المناخ فيما يعكف بعضها حاليا على خطط أخرى للوفاء بالتزاماتها و أن بلدية عجمان تتطلع من وراء تنظيم المؤتمر إلى وضع عجمان بقوة على خريطة المحافل الدولية وتعزيز رؤية عجمان 2021 .

ذات صلة